ANBU ITACHI الادارة العامة
عدد المساهمات : 177 تاريخ التسجيل : 16/02/2011
| موضوع: مبادئ البرمجة اللغوية العصبية الإثنين يوليو 08, 2013 4:35 pm | |
| البرمجة اللغوية العصبية علم حديث يهتم بإدارة العقل بصورة مثلى لتحقيق النتائج المرجوة، وهو فن فعّال و قوي في الاتصال مع الذات و الآخرين، فهو علم و فن لصناعة النجاح و التميز الشخصي، وله تطبيقات في كل ما يتعلق بالنشاط الإنساني، في تطوير الأداء واكتساب المهارات و غيرها.
وقد وضع مطورو البرمجة اللغوية العصبية مجموعة من الافتراضات المسبقة وهي لا تمثل قوانينا علمية أو رياضية، و لا يجب التعامل معها على هذا الأساس، وهم يقولون: أنها ليست الأفضل، ولا نقطع بصحتها، ونظن أنها مفيدة وهي مهمة لفتح آفاق العقل وتوسيع النظرة.
وهذه الفرضيات تهتم بكيفية التفكير لدى البشر و كيفية التواصل فيما بينهم. وهي مبادئ أساسية وعميقة، تهدف إلى الانفتاح العقلي، وتؤسس أسلوبًا جديدًا للحياة. وقد أخذ بعضها من كلمات العلماء و الفلاسفة. وأغلب كتب NLP تشرح أو تذكر هذه الافتراضات، فهي من أدبيات هذا العلم إن صح التعبير.
وسميت ( افتراضات مسبقة ) لأن دارس هذا العلم يفترض و يسلم بصحتها مسبقًا قبل البدء في تطبيق التقنيات المختلفة، ثم يتصرف على أساسها، و نذكر هنا مجموعة من أهم الافتراضات:
1- الخارطة ليست الواقع (The map is not the territory):
وقد وضع هذا المبدأ عالم الرياضيات البولندي إلفرد كورزبيسكي، و هو يعني أن صورة العالم في الذهن ليست العالم، وما في ذهنك لا يعني بالضرورة الحقيقة، أي أن إدراكك لأي شيء أو نحو أي شخص لا يعني حقيقة هذا الشيء أو هذا الشخص فعلاً.
وهذه الخارطة الذهنية تتشكل من المعلومات التي تصل إلى الذهن عن طريق الحواس واللغة والمعتقدات ( القناعات ) والقيم الحياتية، وكلها فلاتر ومرشحات تختصر الواقع؛ لذلك يكون في هذه المعلومات الخطأ والصواب.
فالحواس محدودة، و كثيرا ما تخدعنا، وهي بذلك مرشح كبير للمعلومات، وكذلك اللغة فهي المرشح الثاني للمعلومات الواردة للدماغ عن طريق الحواس، وهناك ثلاثة عيوب تتعلق بطريقة استخدامنا للغة مما يؤثر في إدراكنا و فهمنا للعالم: التعميم و الحذف و التشويه (أو التغيير).
يقول الدكتور محمد التكريتي في كتابه (آفاق بلا حدود): " إن للغة أثرا كبيرا على إدراكنا للعالم، لأننا نتلقى أكثر المعلومات عن طريق اللغة سماعا و قراءة، وكذلك نعبرعن أفكارنا ومشاعرنا وتجاربنا باللغة، و أي خطأ أو نقص في الأخذ و العطاء يشوه إدراكنا للعالم أو يحده ".
إن التفكير بهذه الطريقة تثري قدرتنا على التعلم والتصرف، و العمل في ضوء هذه الرؤية يثري كل حياة الإنسان.
و أصحاب هذا العلم يقولون انه ليس هناك خريطة ذهنية فردية كاملة للحقيقة، وليس هناك خريطة ذهبية فردية صحيحة و أخرى خاطئة. فالاختلاف يكمن في درجة الدقة، وأن أكثر الخرائط دقة هي الأكثر تفصيلا.
و عند النظر إلى السلوك الإنساني نجد أن وراء كل سلوك أو تصرف اعتقاد أو(خارطة)، و إن لكل إنسان خرائطه الذهنية الخاصة به، و هي تحدد سلوكه و تفكيره و مشاعره، فهو يستجيب لخرائطه عن الواقع وليس للواقع نفسه، و ما أكثر الخرائط الذهنية التي تكبل طاقة صاحبها و تعطل إمكانياته و تحبس قدراته.
واستنادًا على هذا المبدأ فإنه عندما تغير وجهة نظرك فستغير رؤيتك للحياة. و بما أن ما في ذهنك لا يعني بالضرورة الواقع فيجب أن تستمع إلى آراء الآخرين و تتثبت قبل أن تحكم على أي شيء، وقديمًا قالوا: إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
2- وراء كل سلوك هناك نية إيجابية ( نفعية ):
وراء كل سلوك قصد نهائي إيجابي و لو كان السلوك خاطئـًا، هي نية إيجابية من وجهة نظر صاحب هذا السلوك الخاطئ على الأقل، مثلا الطالب المشاغب الذي يثير المشاكل في الفصل ربما قصده كسر حالة الملل أو شد انتباه الآخرين إليه وهذا قصد إيجابي، فنقول له: "قصدك النهائي جيد وإيجابي ، إنما الطريقة و السلوك خطأ، ونحن نحبك و لا نحب هذا السلوك .." . وعندئذٍ نعطيه بدائل أفضل ، ونعلمه على المرونة.
إذن ابحث دائمًا عن النية الإيجابية لكل سلوك حتى تستطيع أن تفهم بشكل أعمق و تعطي حلولا أفضل، فإذا صادفت سلوكًا سلبيًا من أحد فابحث عن النية الإيجابية وراءه و لا تحكم عليه من هذا السلوك، ولا تدع هذا السلوك السلبي يشكل إدراكك الإجمالي و الوحيد عنه، و دائمًا افصل بين السلوك و صاحب السلوك، فالناس ليسوا أنماط سلوكهم، وإذا أردت الانتقاد فانتقد السلوك نفسه و لا تنتقد صاحب السلوك.
و قد يوجه اعتراض على هذا المبدأ بسبب عموميته، ولكنني أفهمه من باب (أحمل أخاك المؤمن على سبعين محملا من الخير).
3- العقل و الجسم منظومة واحدة:
يتفاعل العقل و الجسم معًا و يؤثر كلٌ منهما في الآخر، فما تقوله لنفسك وما تفكر فيه ينعكس على تعبيرات و تحركات جسمك ، مما يؤثر بالتالي على أحاسيسك .
فإذا فكرت في موقف سبب لك الغضب فستلاحظ سرعة دقات قلبك وتغير في تنفسك و نبرة صوتك، وكذلك إذا تذكرت موقفًا مفرحًا فإن الارتياح سيسري إلى حركات جسمك و تعبيرات وجهك.
إذن نستطيع تغيير حالتنا المزاجية بتغيير وضعية جسمنا، وباستخدام الاسترخاء والتخيل و التنفس العميق، يقول وليم جيمس أبو علم النفس الحديث: " تصرف كما لو كنت سعيدًا و سوف تحس ببعض السعادة ".
إن للعقل دورا كبيرا في الجسم إلى درجة العجز الكامل أو الهلاك، و اليوم هنا ك دراسات كثيرة تثبت ذلك، منها كتاب العقل الممرض The Sickening Mind) ) لبول مارتن، وهو يتحدث عن تأثير العقل في السلوك و المناعة و المرض، وقد ذكر فيه أدلة و حوادث و دراسات على هذا التأثير، منها حادثة إطلاق صدام لصواريخ سكود العراقية على إسرائيل، ففي خلال حرب الخليج الثانية في عام 1991م شن العراق سلسلة من الهجمات الصاروخية ضد إسرائيل ، ولاقى عدة مدنين إسرائيليين حتفهم نتيجة هذه الهجمات و لكن غالبيتهم العظمى لم يموتوا بسبب أي أثر جسدي مباشر ناجم من الصواريخ، بل ماتوا بسبب عجز في القلب أحدثه الخوف و القلق و الضغط النفسي المصاحب للقصف.
وتركزت الوفيات في مناطق من إسرائيل كانت مستويات الخوف و القلق الأعلى فيها: مناطق معروفة إنها كانت مهددة بالصواريخ العراقية. إن العديد منهم ماتوا بسبب ما كان يدور في عقولهم وليس نتيجة إصابات جسدية، مع العلم أن الصواريخ لم تكن جرثومية بل هي محسوبة بمعايير الدمار المادي المحدود.
4- الأكثر مرونة الأكثر تحكمًا:
ينص هذا المبدأ على أن الجزء المرن من أي النظام هو المسيطر على كل النظام، وهو قانون مهم في مجال الهندسة وخاصة في مجال هندسة النظم، و يُعرف بقانون (أشبي) في تنوع الحاجات؛ نسبة إلى ( روس أشبي ) الباحث في الفكر المنظومي و قد ابتكره عام 1956م، وقد نقلته البرمجة اللغوية العصبية إلى مجال الاتصال الإنساني، وهو ينطبق على المنظمات كما ينطبق على الأفراد.
فإذا أخذنا السيارة مثالا فسنجد أن المقود ( السكان ) هو المسيطر عليها، وإذا تأملنا في الماء فسنجد أن سر قوته في المرونة. وتعتبر المرونة من أهم مبادئ ومقدمات النجاح، فالإنسان المرن في التعامل مع الآخرين و مع تحديات الحياة سيكون له القوة و التحكم في الأمور.
وفي الحديث: (ما خُيّر- النبي صلى الله عليه و آله وسلم – بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما).
5- إذا كنت تفعل دائمًا ما اعتدت على فعله، فإنك تحصل دائمًا على النتيجة نفسها:
وهذا المبدأ مرتبط بمبدأ ( المرونة )، فنحن نحتاج إلى المرونة في تغيير الوسيلة للوصول الى الهدف المنشود، وعلينا أن نغير و نطور في الأداء و الوسائل، فكثير من الناس يفعلون نفس الشيء و يتوقعون نتائج مختلفة. ومن اللطيف أن القاموس الصيني يعرٍّف الجنون بضرب مثلا للشخص "الذي يفعل نفس العمل و يتوقع نتائج مختلفة". فالطالب الذي يذاكر مادة بطريقة معينة لسنوات و يأتي بدرجات منخفضة عليه أن يغير طريقة مذاكرته، أو التاجر الذي يجمد على أسلوب واحد أو بضاعة من نوعية معينة، ويرى زملائه التجار تقدموا عليه، عليه أن يتطور و يغير إلى الأفضل، فإن المرن يقود الجامد، و على كل حال فإن التغيير سنة كونية، فإما أن تتجدد أو تتبدد.
6- الاخـتيار أفضل من عـدم الاخـتيار:
البحث عن البدائل و الخيارات أفضل دائمًا، فنحن في أحيان كثيرة نلغي خياراتنا بإرادتنا و بذلك نخسر فرصًا أفضل، فالشخص الذي يمتلك خيارات أكثر يتمتع بمرونة في التفكير والسلوك و يكون لديه تأثير أ قوى و أفضل في أي تفاعل؛ لذلك يجب أن نعطي الآخرين حقهم في الاختيار.
7- الناس يعملون أفضل الخيارات المتاحة لهم:
تنص هذه الفرضية على أن الإنسان يختار أفضل الخيارات في حدود الإمكانيات المتاحة في وقت بعينه، فبعض الناس عندما يفكرون في تجارب لهم سابقة يعتبرون أن قراراتهم في ذلك الحين كانت عبارة عن غباء و حماقة، ولكن لو نظروا إلى الظروف التي كانت تحيط بهم لوجدوا أن قراراتهم كانت مناسبة بناءً على تلك الظروف.
إن القرارات الخاطئة تؤهل أصحابها لكي يتخذوا قرارات أفضل في المستقبل، و إن في استطاعتنا صنع قرارات صائبة عن طريق الخبرة ، و الخبرة تأتي من قرارات خاطئة ، بشرط أن نتعلم من أخطائنا ، تقول الحكمة الصينية : " النجاح يأتي من القرارات الصائبة ، و القرارات الصائبة تأتي من التقدير السليم للأمور، و التقدير السليم للأمور يأتي من التجارب، والتجارب تأتي من التقدير الخاطئ للأمور " .
8- لا يوجد فشل بل تجارب و نتائج: الإنسان الناجح المتفائل لا يوجد في قاموسه كلمة ( فشل ) بل يراه عبارة عن نتيجة أو تجربة أو درس مستفاد، لأن التفكير في الفشل يؤدي إلى الإحباط، فالذي يفكر في الفشل يعيش فيه، والذي يفكر في النجاح يعيش فيه، و لعل في قصة توماس أدسون خير مثال على ذلك، فقد سئل بعدما قام بآلاف المحاولات قبل أن يصل إلى اختراعه المدهش الذي أضاء العالم: ألم تشعر بالفشل وأنت تحاول كل هذه المحاولات ؟!
رد أدسون: أنا لم أفشل، ففي كل محاولة أكتشف طريقة جديدة لا تؤدي إلى إشعال المصباح.
هذه النظرة المتفائلة الإيجابية لها أثر كبير على تفكير الإنسان وعلى نفسه و علاقاته مع الآخرين، فإذا رسب طالب في الاختبار - مثلا - فمن الخطأ أن نقول له إنك فاشل، بل نقول له هذه ( نتيجة ) و إذا أردت نتيجة أفضل فيجب عليك أن تفعل شيئا آخر.
فرانك تاركنتون في كتابه ( ماذا علمني الفشل عن النجاح ) يقول: "اعتبر الفشل حلقة في سلسلة النجاح، قد يكون الفشل خطوة على طريق النجاح لم تخطها، لكنها بالتأكيد يجب أن لا تصبح الخطوة الأخيرة في حياتك.
عندما يصيبك الفشل، اعترف بالحقيقة، ثم استعرض كل ما واجهت من ظروف، واستعن بذوي الخبرة و الرأي السديد من الأصدقاء و الأقارب ليسدوا لك النصيحة.
وفي كل الأحوال يجب أن تتحمل مسؤولية ما حدث. هذا لا يعني أن تصب جام غضبك على نفسك... لكنه يعني أن تعيد تقييم الأمور من وجهة نظر جديدة ".
إذن كل ما يحصل لنا له فائدة، فالإنسان المؤمن يشعر أن كل ما يحصل له هو خير ولطف من الله، فهو متفائل و مسلم أمره إلى خالقه، إنه يقلب (المحنة) و يحولها إلى (منحة)، وعند ما يصاب بمصيبة يسأل نفسه: ما الرسالة التي تحملها إليَّ هذه المصيبة؟ ثم يبحث عن الجوانب المضيئة فيها، (إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لحد إلا المؤمن) كما في الحديث الشريف. | |
|